مزدلفة

مشعر مزدلفة يشكل مرحلة مهمة في رحلة الحج، حيث يقضي الحجاج ليلتهم في هذا الموقع المقدس بعد نفرتهم من عرفات. يتميز مشعر مزدلفة بأهميته التاريخية والدينية، حيث يُعتبر مكاناً للتضرع والصلاة والاستغفار قبل الانطلاق إلى منى.
تسمية مزدلفة قد ارتبطت بتحرك الحجاج في هذا المكان خلال الليل، وقد أُطلق عليها هذا الاسم لتواجد الناس فيها في زلف الليل. يُذكر أيضاً أن السبب وراء تسميتها بهذا الاسم يعود إلى أن الناس يتجمعون ويزدلفون فيها متجهين إلى الحرم.
مشعر مزدلفة شهد تطويراً واسعاً منذ العهد القديم، حيث قامت الحكومة السعودية بمشاريع تطويرية لتوفير الخدمات وتسهيل أداء الشعائر الدينية للحجاج. وتشمل هذه المشاريع توسعة المساحات وتحسين البنية التحتية وتوفير الخدمات الصحية والإرشادية.
مساحة مشعر مزدلفة الإجمالية تصل إلى 963 هكتاراً، وتوفر مساحة واسعة لإقامة الحجاج وتأدية الشعائر الدينية. ويتواجد في هذا المكان مسجد المشعر الحرام الذي يستوعب آلاف المصلين ويُذكر في القرآن الكريم. وقد شهد هذا المسجد توسعات عدة على مر السنين ليستوعب عدداً أكبر من الحجاج.
اختُيرت مزدلفة كاسم لهذا الموقع؛ لأنها ترمز إلى الاجتماع والتلاقي؛ حيث تعني التجمع والالتقاء، ويظهر ذلك في القرآن الكريم حيث قال الله -تعالى-: "وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ"، مما يدل أيضًا على التقدم والاقتراب، كما في قوله -سبحانه-: "وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ". وقد أطلق عليها أيضًا اسم "الجمع"؛ لأن الحجاج يجتمعون فيها لأداء صلاتي المغرب والعشاء مع تأخير الوقت، وذلك وفقًا لتعاليم الرسول -صلى الله عليه وسلم-، بالإضافة إلى أنهم يلتقون ويتقربون من بيت الله الحرام ليلاً بعد وقوفهم بعرفة، وتُعرف مزدلفة بعدة أسماء، منها: "المشعر الحرام" والذي ذُكر في القرآن الكريم: "فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّـهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ"، والذي يشمل جميع أرجاء مزدلفة. ومن المستحب الوقوف في أي موضع من مزدلفة، وتوجيه القبلة، وذكر الله. وقد أطلق عليها أيضًا اسم "الجمع"؛ لأن الحجاج يجتمعون لأداء الصلاة فيها، ويقال أيضًا: "جمعًا"؛ لأن الحجاج يقتربون من الله -سبحانه وتعالى- في هذا الموقع.